من منتج عادي الى Brand الى Lovemark

ولاء العميل المستهلك

1⃣ عندما امتنعت كاميرا الموبايل عندي عن العمل بسبب عدم وجود مساحة وادركت انني احتاج تطبيقا لحذف الملفات غير اللازمة من الموبايل دخلت الى متجر التطبيقات وبحثت عن تطبيق لحذف الملفات، وبعد ان ظهرت لي عشرات التطبيقات المتشابهة ركزت على تقييمات المستخدمين دون النظر الى اسم بعينه، اخترت احد التطبيقات وحملته وشغلته واستخدمته، وضايقتني اعلاناته كما توقعت مسبقا ولكنه أدى الغرض.. بعد فترة وانا افحص التطبيقات لاحذف ما لا استخدمه عثرت عليه ومسحته اذ لم اكن احتاجه وقتها.. وبعد فترة اخرى عندما فشل تحميل تطبيق ما بسبب المساحة عدت للبحث عن تطبيق لحذف الملفات واخترت تطبيقا آخر وجدت تقييماته جيدة، وهكذا تتكرر العملية..

📦 هذا هو “المنتج” العادي.. ملاحظة: كلمة المنتج تشمل المنتج (او الخدمة) بالاضافة الى كل الخدمات التي تتعلق بتقديمه للعميل بما في ذلك طريقة الدفع والتوصيل والخدمة والدعم الفني.. المنتج هو ناتج مشروع، يقدم فائدة لجمهور من الناس، ويحصل صانعه على فائدة في المقابل، وهو الدرجة الاولى في موضوعنا.. يعتبر المنتج عاديا -كما في المثال السابق- بالخصائص التالية كلها او بعضها:
▫ مستوى الفائدة منه ومن المنتجات التي تشبهه متقارب
▫ مستوى الجودة قليل او غير مستقر في كل المرات
▫ التكلفة بالنسبة له وللمنتجات الشبيهة متقاربة (التكلفة تشمل السعر وكل ما يجب بذله للحصول على المنتج واستخدامه كما ذكرنا في موضوع سابق)
▫ عدد المنتجات الشبيهة كبير
▫ لا يهتم بتكوين علاقة بينه وبين العميل
▫ لا يخبر العملاء بعضهم بعضا عنه
▫قد يصبح غير متوفر في بعض الاحيان
▫ليس له brand مميز (يشمل ذلك الاسم، اللون، المواصفات، نوع وشكل التغليف، الشعار المكتوب، الشعار المرسوم، الخ)

2⃣ عندما اردنا ان نشتري شاشتين من نوع معين للشركة -منذ قليل- فتحنا تطبيق سوق لمشاهدة الشاشة وشرائها.. مع ان هناك العديد من المنافسين سواء في محلات او في تطبيقات، الا انه نجح ان يكون بالنسبة لنا brand قويا، مستوى الجودة مستقر في معظم المرات سواء في المنتج او في التوصيل، ما نبحث عنه موجود دائما، يهتم بالعلاقة مع العميل، دائما يكون في الترشيحات ما بين الاصدقاء، اسمه سهل التذكر ويمكن تذكره بمجرد التفكير في شراء اشياء معينة..
🎖 يرتقي المنتج ليصبح منتجا مميزا مرتبطا بbrand قوي اذا بدأت العناصر المذكورة في المنتج العادي اعلاه تتغير، وعندها تبدأ تجارب العميل مع المنتج في تكوين رصيد من “الثقة” في حصالة هذا الbrand، مما يرفعه الى مكانة جيدة.. فما هي العوامل التي تساعد على بناء brand قوي؟
▫ اسم البراند يساعد العميل على التأثر به وتذكره ونشره، وسنتحدث مستقبلا عن طرق اختيار الاسم وما يتعلق به ان شاء الله..
▫ الوفاء بالوعد الذي يخبره الbrand للعميل، سواء اخبره بشكل مباشر او بشكل غير مباشر، اذا كان الشعار المنطوق يعد بشيء ما فيجب ان يكون حقيقيا، اذا كان الاعلان يقول ان التوصيل سيتم في ربع ساعة فيجب ان يكون كذلك، اذا كان يقول ان المنتج مطابق لمواصفات معينة فيجب ان يكون كذلك، اذا اوحى للعميل بأن الخدمة مميزة عن طريق اداء ممثلي الاعلان فيجب ان تكون كذلك..
▫ المحافظة على المستوى، وهو العامل الفارق في تحديد الbrand القوي الناجح، كلما كان المشروع قادرا على الحفاظ على الجودة في مستوى معين كان ذلك اضافة كبيرة في رصيد الثقة لدى العميل..
▫ التواجد باستمرار، لان الغياب وعدم التوافر يؤدي الى سهولة قيام brands اخرى بالحلول محله، ولان هذا جزء من المحافظة على المستوى..
▫ احترام هوية الbrand باختيار منتجات مناسبة لجمهوره، ولذلك لا نتعجب عندما نعرف ان في السوق مطاعم بbrands مختلفة كل منها موجه لشريحة مختلفة من العملاء وكلها مملوكة لشركة واحدة، وكذلك في الاطقم الصحية هناك اثنان brands احدهما راقي والآخر شعبي ومملوكان لشخص واحد.. وذلك منعا للضرر الذي قد يحدث للbrand اذا استهدفت منتجاته اكثر من شريحة بينها تناقض ما..
▫ التواصل المستمر مع العميل، سواء كان ذلك لاعطائه اخبارا، او للاعتذار الصادق عن خطأ، او لحل مشكلة، او لتوضيح موقف.. اما التجاهل فهو وصفة مؤكدة للفشل في ظل المنافسة الكبيرة الموجودة في العالم اليوم..

3⃣ من المعتاد عندما نلتقي مع صديق او عميل من دولة اخرى ان نتحدث عن تطبيقات التواصل الاجتماعية، ومن المعتاد ايضا ان نتشاجر في مزاح لينتصر كل منا للتطبيق المشهور في بلده، فلكل منا تجربته المستمرة لسنوات مع شبكة اجتماعية معينة بكل ما يحمله ذلك من تجارب اثرت على حياته او تأثرت بها، فيس بوك بالنسبة لنا ورصيده الكبير جدا من الخبرات والتجارب التي مررنا بها، وتويتر يعني الشيء نفسه بالنسبة للسعوديين، وهكذا.. هذا يعني ان هذا او ذلك تحول الى lovemark..
🏆 يمكن ان يرتقي الbrand ليصبح lovemark لا يكتفي الناس باستخدامه والتحدث عنه فقط، بل يصبحون سفراء له، ويدافعون عنه اذا تحدث عنه الآخرون بسوء، ويعني لهم اكثر من الاشياء العادية، بل يشعرون انه يعبر عنهم وانه جزء من شخصيتهم، Apple، AUC، وهكذا.. يحدث هذا التحول التدريجي نتيجة:
▫ الغموض والتشويق: وينتج ذلك عن تجارب الناس التي يحكونها معه، وعن القصص التي تتعلق به، بما في ذلك قصة انشاء المشروع، والسبب من انشائه، والمغزى من الشعار المكتوب والمصور، الخ..
▫ استخدام الحواس: كلما كان من الممكن تجربة المنتج بالحواس كان ذلك ادعى لتقوية العلاقة به، من ذلك مثلا امكانية مشاهدة فريق العمل او المؤسسين على الطبيعة، ومشاهدة ما يجري في الشركة على ارض الواقع، وشخصنة الشعار او الاعلانات..
▫ المودة والالفة: يشعر الانسان بمن يحبه ومن يتعامل معه كعميل فحسب، الالتزام بالتواجد مع الشخص في الاوقات المناسبة، والتعاطف، ومشاركة الاوقات السعيدة، كل ذلك يقوي من العلاقة بين العميل وبين الbrand..

يبدأ مشروعك منتجا عاديا يبحث له عما يميزه وسط العديد من المنتجات التي تقدم فائدة شبيهة، ثم يتحول الى brand مع الوقت والجودة المستمرة والخدمة الجيدة، واحيانا يصبح lovemark يتعامل الناس معه كما يتعاملون مع اصدقائهم.. ان شاء الله سأكتب موضوعا آخر عن تطبيق هذا الموضوع على فتكات..

Last Updated on 08-07-2020

نقدم في "خضر وبزنس" استشارات في:

- تقييم الشركات

- تقسيم الحصص وحل مشاكل الشراكات

- تجهيز الشركات للاستثمار

- اختبار السوق في الأفكار الجديدة

- إنشاء المشاريع وتأسيس الشركات

- الإدارة المالية والتمويلية

- المشاكل والحلول الإدارية

- تجهيز الشركات للفرنشايز (الامتياز التجاري)

د. محمد حسام خضر خبير الإدارة والاستثمار ومؤلف كتاب "رائد الأعمال Inside Out"، أسس العديد من الشركات في مجالات مختلفة، وأسهم في إنشاء الكثير منها، ويقدم الاستشارات للشركات التقليدية والريادية.

للاستشارات تواصل معنا على واتس اب: +201006680032.

FacebookTwitterLinkedInYouTubeWhatsApp