ما الذي يبحث عنه المستثمر في مشروعك؟ (1 من 4)

– محور فريق العمل

عندما تعرض مشروعك على مستثمر او حاضنة/مسرعة اعمال يتم تقييم المشروع مبدئيا لأخذ قرار استكمال الخطوات او الاستبعاد، يمكن ان يكون هذا عن طريق الملفات التي قدمتها او المقابلة التي تم عملها معك.. فكيف يتم التقييم؟ ما هي العوامل التي يتم اتخاذ هذا القرار على اساسها؟ وكيف يمكن لشخص او لجنة اتخاذ قرار كهذا تجاه العديد من المشاريع في وقت قصير؟

مع وجود اختلاف في العوامل نفسها وترتيب اهميتها بين المستثمرين وبين بعضهم البعض، الا ان معظم القرارات تخرج من اربعة محاور اساسية: الفريق – الفكرة – السوق – التفضيلات الشخصية. وغالبا ما يكون الفريق هو اهم محور خاصة في المراحل الاولى من المشروع والتي لا تكون فيها انجازات وارقام يمكن الاستعانة بها للحكم.. ومهما كان محور الفكرة مكتملا ومحور السوق مشجعا فمن المعتاد ان يتم رفض مشروع بسبب فريق العمل.. ما هي عوامل تقييم فريق العمل؟ (فريق العمل يعني المؤسس صاحب الفكرة بشكل اساسي ثم بقية الشركاء المؤسسين)

1- المصداقية trustworthy
اهم عامل على الاطلاق، قد تكون بقية العوامل ممتازة وحتى بقية المحاور ممتازة الا ان مصداقية الشخص ستكون الباب الاول الذي يجب على المشروع المرور من خلاله، يشمل ذلك الصدق والنزاهة والاعتراف بالمشاكل وعدم المكابرة.. ويمكن الاستدلال على مصداقية الشخص في مقابلة من حكاياته عن نفسه وعن مشروعه ومن طريقة ردوده على الاسئلة ومن استدلاله بالاحداث ومن كلامه عن الاخرين ومن الارقام التي يقولها ومن لغة جسده اثناء ذلك كله.. ودائما تنمو موهبة اكتشاف حقائق الناس عند من يتعامل مع عدد كبير منهم بشكل مستمر، والمستثمرون لديهم هذه الملكة.

2- قصة نجاح success story
من الاشياء التي توفر على المستثمر الكثير من التدقيق والتركيز ان يكون المؤسس صاحب قصة نجاح مشروع -كمؤسس او كشريك مؤسس- ووفق في بيع مشروعه، هذا الامر يريحه لان معناه ان الشخص على دراية بتفاصيل المشاريع وادارتها ومراحلها والمطلوب في كل مرحلة والتعامل مع الشركاء والمستثمرين الخ. رأيت الكثير من المستثمرين عندما يلتقون برائد اعمال له قصة نجاح او اكثر يسألونه عن خططه المستقبلية ويبدون الرغبة في الدخول معه من البداية، وهناك عامل نفسي هام وراء هذا التصرف هو الخوف من تفويت الفرصة (FOMO)، وهو العامل الذي ثبت انه اكثر ما يحرك المستثمرين.

3- التنوع diversification
هل قدرات المؤسسين تغطي كل مجالات العمل المطلوبة للمشروع؟ في معظم الاحيان يحتاج المشروع الى مسؤول عن التشغيل ومسؤول عن التقنية ومسؤول عن التسويق، فهل هذه التخصصات موجودة في المؤسسين؟ ام انهم جميعا متخصصون في التقنية ولا احد معهم ليتولى بقية المهام؟ لهذا السبب تفضل الحاضنات والمسرعات والمستثمرون المشاريع التي بها اكثر من مؤسس واحد (واقل من اربعة).. من الصعب تصور ان شخصا واحدا بامكانه لعب الادوار كلها بكفاءة عالية، كما ان من غير المفيد للمشروع ان يكون الاشخاص كلهم من التخصص نفسه (الا اذا كان تشغيله يتطلب ذلك).

4- القدرة والخبرة capability and expertise
بعد ذلك هل هؤلاء الاشخاص لديهم الخبرة الكافية لانشاء وادارة وتطوير هذا المشروع ام ان خبراتهم محدودة؟ مشروع يقوم عليه شباب حديثو التخرج قد لا يتم التعامل معه بنفس الطريقة اذا قام عليه اشخاص بخبرة 10 سنوات كل في مجاله. وهذا يتضح من الملفات المقدمة سريعا حيث تظهر التفاصيل والبيانات والارقام مدى خبرة الفريق في مجالات العمل الخاصة بالمشروع.

5- حسن التصرف resourcefulness
يختلف الناس اختلافا كبيرا في طريقة تعاملهم مع المشاكل وخاصة عند عدم وجود موارد كافية، من حكاية هذه المشاكل ومتابعتها يتبين هل المؤسس واسع الحيلة يحسن التصرف وبإمكانه التفكير في حلول مبتكرة للمشاكل والتحرك في مساحات اوسع مما يبدو ان ظروفه تتيح له ذلك ام لا، كأن يبيع ممتلكات شخصية للانفاق على المشروع او ينفق مصروفه الجامعي ليعطي المبرمج مقابل العمل او يتفق مع هيئات وشركات ليحصل منهم على ما يريده مقابل خدمات يمكنه تقديمها الخ.. وهذه ميزة مهمة تجعل المستثمر مطمئنا على استثماره معه.

6- المرونة وقابلية التعلم coachability
زادت اهمية هذا العامل مع المشاكل التي قابلها المستثمرون والحاضنات والمسرعات مع بعض رواد الاعمال الذين لا يتقبلون الانتقادات والملاحظات والذين يعتدون بآرائهم اكثر مما ينبغي، وهذا -بشكل عام- غير مناسب للمشاريع التي نتحدث عنها لانها قائمة على مبدأ التجربة وقياس النتيجة والتعديل، ولا مجال فيها للتشبث بالرأي وتكرار شيء لم ينجح. ورغم ان المستثمر بالذات لا سلطة له على الشركة التي يستثمر فيها الا انه يمكن تصور شعوره وهو يرى مشاكل تتفاقم فيها بسبب مؤسس لا يستمع للنصائح ولا يهتم برأي غيره. اصبح هذا العامل مهما..

قال لي احد المستثمرين انه يشعر بشعور داخلي لا يمكنه وصفه عندما يلتقي مؤسس مشروع ذا مصداقية وقدرة على تنفيذ المشروع، وقال اخر انه يجد نفسه يفكر في رقم يدل على ذلك (مثلا 70% او 90%)، ويسهم ذلك الشعور والتقييم بشكل كبير في القرار.

ايضا قد يحدث ان يدخل بعض المستثمرين مشاريع مع مؤسسين مع عدم اقتناعهم بالمشاريع بشكل كاف، يدخلون لاقتناعهم الكبير بالمؤسس تشجيعا له ولشعورهم بامكانية نجاح مشروع مستقبلي اخر له.

آخر تحديث في 08-07-2020

نقدم في "خضر وبزنس" استشارات في:

د. محمد حسام خضر خبير الإدارة والاستثمار ومؤلف كتاب "رائد الأعمال Inside Out"، أسس العديد من الشركات في مجالات مختلفة منذ 1997، وأسهم في إنشاء الكثير منها وتمويلها وبيعها، ويقدم الاستشارات للشركات التقليدية والريادية منذ 2018.

احجز جلستك معنا عن طريق واتس اب أو الإيميل من هنا: اتصل بنا.

FacebookTwitterLinkedInYouTubeWhatsApp