الأنشطة الطلابية Student Activities

– لحظة يا باشمهندس، هل ستتحدث عن الأنشطة الطلابية بشكل نظري؟ هل مارست نشاطا طلابيا من قبل؟

– حقك.. أولا لم تكن فترة الجامعة (1992 – 1997) فترة دراسة بالنسبة لي لأنني دخلت كلية الهندسة مجبرًا (نوعا ما) ثم دخلت قسم القوى الكهربية مجبرًا (تماما)، ولهذا كان الوقت مقسمًا بين المحاضرات والفصول الهامة فقط من جهة والأنشطة الطلابية ومعمل الكمبيوتر حيث تعلمت وعملت وعلّمت من جهة أخرى، من هذه الأنشطة المنتدى الأدبي الذي شاركت فيه على مستوى الجامعة ثم أسّست مثله في الكلية، والمهرجانات الثقافية في الجامعة ثم في الجامعات بالذات في الشعر وسباقات المعلومات، والأنشطة الفنية حيث مثّلت في مسرحية الكلية بمهرجان الجامعة، وألّفت وأخرجت ومثّلت سكتشات تمثيلية في مهرجانات الجامعات، كانت فترة غنية للغاية في حياتي، وأفتقد زملاء الأنشطة الأعزاء من الكلية والجامعة والجامعات إلى درجة كبيرة..

– هل تنصحني بالاشتراك في نشاط طلابي؟

– حسب مستواك في التحصيل الدراسي حاليا، وحسب تقييم النشاط الطلابي الذي تفكر في الانضمام إليه، وحسب إيمانك برسالته وأهدافه..

– ما علاقة مستواي في التحصيل الدراسي بالنشاط الطلابي؟

– الهدف الأساسي من وجودك بالجامعة هو حصولك على الشهادة (للأسف)، والهدف الثاني هو اكتسابك المعلومات والمهارات التي تمنحك الأدوات التي يمكنك شق طريقك في الحياة بها.. وبما أن النشاط الطلابي يسهم في تحقيق الهدف الثاني فقط فيمكنك أنت تحديد ما إذا كان من الممكن أن تشترك أو لا: إذا كان مستواك في التحصيل الدراسي يمنحك نتيجة أعلى قليلا من النتيجة التي تريدها لنفسك فيمكنك إضافة نشاط إضافي..

– ماذا تقصد بتقييم النشاط الطلابي؟

– غالبا ما يكون أي نشاط الطلابي في بدايته مركزا وحريصا على تحقيق الأهداف المرجوّة، ودائما يقوم على أكتاف الطلاب الجادّين الراغبين في إحداث تغيّر في المجتمع بشكل ما، فيتمكن من أداء مهمته، هذا من جهة.. من جهة أخرى قد تخالطه الممارسات الخاطئة من بعض الأعضاء، وكلما كان دون رقابة ودون إشراف ودون حساب حاد عن طريقه أكثر وأكثر.. وبهذا يكتسب سمعته النهائية الجيدة أو السيئة أو المختلطة..

– كيف يمكنني أن أعرف تقييم نشاط ما؟

– اسأل من مرّوا قبلك بالنشاط الطلابي الذي ترغب في الانضمام إليه عن رأيهم فيه وتقييمهم له، واسأل زملاءك غير المنضمين عما يقال عنه.. لا تسأل الأعضاء الحاليين بالطبع، إلا شخصا تثق في رجاحة عقله وحياديته..

– ما أهمية أن أعرف رسالة وأهداف نشاط معين؟ وأن أكون مؤمنا به؟

– شتراكك في نشاط ما يعني أنك ستبذل المجهود والوقت في العمل من أجله، فهناك نقطتان نتيجة ذلك:

1- قد تكتشف بعد أن تعمل وتجتهد أن من أهداف النشاط شيئا لا تود أن تسهم في الوصول إليه، سواء كان السبب دينيا أو بسبب فروق ثقافات أو أخلاقيات أو حتى نمط حياة الخ..

2- معرفتك بالرسالة وإيمانك بها سيمنحك قوة غير محدودة وغير مؤقتة للاستمرار وإقناع الآخرين بالنشاط وبما تفعله، وستكون في مستوى ممتاز من الصحة النفسية ومن الاتساق مع نفسك، مما يؤدي إلى حياة أفضل..

– ماذا لو لم يكن للنشاط رسالة أو أهداف أو خطة عمل؟

– لا تشترك فيه..

– هل هناك مآخذ/عيوب معينة متكررة للأنشطة؟

– من السهل أن تجد نشاطا طلابيا قد تم احتلاله عن طريق الشباب الذين يسعون فقط للتعرف على الجنس الآخر، ومن المعتاد أن ترى نشاطا طلابيا يتربع على قمته مجموعة يستفيدون منه استفادة كبيرة دون الآخرين، ومن الواضح في بعض النشاطات الطلابية أن الكثيرين يشتركون فيها لتكون واجهة اجتماعية لهم دون أن تكون لها فائدة حقيقية ويكون كل همهم أن يصبحوا رؤساء لهذه الأنشطة، أيضا هناك أنشطة جيدة لكن القائمين عليها لا يجيدون الإدارة وتوزيع الأدوار، فتجد من يقومون بالعمل أقلية بينما لا يوجد شيء يمكن أن يفعله الغالبية فلا يستفيدون شيئا..
لكن في المقابل سيوضح لك الزملاء ما استفادوه أيضا..

– من الذي يقوم بتعليمي في النشاط الطلابي؟

– هذا سؤال رائع، فعلى عكس الدراسة الأكاديمية التي يقوم فيها الأساتذة والأساتذة والمعيدون بتعليمك سيكون دور إدارة النشاط محدودا فيما يتعلق بتعليمك، سيقومون بشرح ما يحدث لك وما يهدف له النشاط، ويتبقى أن تتداخل مع زملائك للتخطيط والتنفيذ، لتتعلموا جميعا من بعضكم البعض.. أحيانا يستعين النشاط بخبراء لتدريب وتعليم الأعضاء، وفي هذه الحالة يكون الأمر مفيدا بشرط أن يكون التدريب فيما يهمكم فعلا..

– ماذا لو تبين أن النشاط الذي أفكر في الانضمام إليه به مساوئ أكثر من مزاياه؟

– إذا كنت ستتمكن من تجنّب المساوئ على الصعيد الشخصي فلا تتأثر بها، ولم تكن سمعة هذا النشاط سيئة للغاية بحيث تسيء إلى سمعتك، وكنت تعرف نوعية الأنشطة التي ستقوم بها وأعجبتك، فيمكنك أن تنضم دون أن تنساق لأية ممارسات سيئة.. وسأتحدث عن هذا في نهاية هذا الموضوع..

– ماذا لو انضممت لنشاط ما ثم قررت أنه غير مناسب لي سواء بسبب ظروفي أو بسبب عيوب فيه؟ كيف سأتمكن من تركه بعد أن أصبحت معروفا به وبسببه؟

– ركّز: هذا النشاط موجود بسببك، وليس العكس، لست أنت موجودا بسببه! إذا انتبهت لهذه الحقيقة مبكرًا فسوف تكون حياتك خالية من كثير من الضغوط والمشاكل.. لا تترك شيئا يحددك، ويكون اسمك مرتبطا باسمه، وإلا اضطررت لتقديم تنازلات وللتصرف بطريقة لا تناسبك.. في المقابل ابذل كل ما يمكنك في أي عمل التزمت بالقيام به، وسوف تكون النتيجة أنك تعمل وأنت سعيد، وتتناقش وأنت قوي..

– في مقابل السلبيات التي تحذرني منها، ما الذي سأستفيده؟

– بشكل مبدئي أعتقد أن النشاط الطلابي مهم بسبب انحسار دور الجامعة على تقديم المادة العلمية مما يجعله غير كاف لتشكيل الشخصية واكتساب التجارب، لهذا قد لا يمكنني أن أحصر الأشياء التي يمكنك استفادتها من الأنشطة الطلابية، مع ملاحظتين:

1- من هذه الأشياء ما ستحصل عليه بعملك مع النشاط الطلابي في أي وظيفة، ومنها ما يتعلق بتوليك مسؤوليات معينة واهتمامك بها..

2- هناك شروط لتستفيد من النشاط الطلابي، فليس كل الطلاب قادرين على الاستفادة..

– ما هي الأشياء العامة التي سأستفيد منها؟

– ستكتشف إمكانياتك وقدراتك، قد يكون هذا أهم شيء لأنه يغطي جزءًا من الوعي الذاتي الذي يؤثر في نجاحك في حياتك بشكل عام (الجزء المتبقي هو عيوبك وغالبا لن يساعدك النشاط في معرفتها)، وتعتاد التعرف على الناس وتكوين علاقات بسهولة، وتعرف كيف تتصرف في مواقف مختلفة في حياتك، سواءً لأنك مررت بهذه المواقف في النشاط أو لأنك رأيت غيرك يمر بها، وتجد الفرصة لتنمية مواهبك (إذا كانت لديك مواهب) أو تحب موهبة وتتعلمها وتمارسها، وتجرب أشياء جديدة في أنشطة متعلقة بالسفر أو التدريبات أو المؤتمرات أو المسابقات، وتتعلم العمل في فريق بدلا من العمل وحدك، هذا على سبيل المثال..

– والأشياء التي يجب أن أعمل في أقسام معينة أو أنشطة معينة لتعلمها؟

– مهارات البحث والدراسة، وتحضير العروض وتقديمها أمام هيئة إدارية أو أمام زملائك، أنشطة العلاقات العامة سواء لإقناع متطوع أو راعٍ أو شريك، وتنظيم حدث من أي نوع، وإدارة أنشطة معينة مثل توفير الانتقالات والتسكين والأغذية والطباعة الخ..

– هل يفيدني شيء مما أفعله في الأنشطة الطلابية في سوق العمل؟

– يفيدك على مستوى المهارات العامة (soft skills) بشكل كبير، فلديك مهارات التعاون والعلاقات العامة والتنظيم والعرض، ويفيدك على مستوى مهارات التخصص (hard skills) بشكل أقل بكثير، فما لم تكن قد توليت مسؤوليات محددة مطلوبة في وظيفتك الجديدة (كتنظيم شيء ما أو توفير رعاة ومستثمرين) لن تكون هناك فائدة مباشرة للنشاط الطلابي على مستواك في الوظيفة.. والشركات تعرف هذا ومنها ما يبحث في السير الذاتية عن المهام التي كنت تؤديها في النشاط الطلابي..

– لكنني أعرف من شارك في أنشطة طلابية ولم يُوفّق في الحصول على وظيفة!

– أولا الأنشطة الطلابية وكونك مستفيدا منها أحد عوامل الاختيار وليست كل عوامل الاختيار، ثانيا لكل شخص تجربته وظروفه في مسألة التوظيف، لهذا لا أميل للتعميم في مسائل البحث عن الوظيفة والاتفاق عليها.. خض تجربتك بشكل يتيح لك التعلم الجيد والاستفادة الحقيقية وابحث عن وظيفة بطريقة صحيحة (كما سنرى في حلقات قادمة إن شاء الله) وبإذن الله ستكون موفقا..

– هل يمكن أن أنضم إلى نشاط طلابي وأفاجأ في النهاية أنني لم أستفد شيئا؟!

– جدا جدا.. هناك من يعتبر النشاط الطلابي فرصة “للتعارف الجاد”، وهناك من يعتبره هروبا من الدراسة، وهناك من يعتبره شيئا هاما لتحسين مكانته الاجتماعية ومظهره بين الناس، وهناك من يعتبر تولي منصب فيه هو أقصى طموح يمكنه أن يحققه ولا يهتم بالتعلم، وهناك من ينافق المسؤولين للحصول على فوائد، هناك نماذج كثيرة لا تنتبه لأهمية الوقت كاستثمار مستقبلي، ينبغي أن تكون بعيدا عنها، في النهاية يجب على علاقاتك أن تكون win-win لكي تستمر..

– بماذا تنصحني؟

– لا تشعر بالغرور والعظمة وسط زملائك لكونك منضما إلى نشاط طلابي أو متوليا منصبا فيه، صورك مع المشاهير وسفرك إلى الخارج وتكريمك في الحفلات لا يعني أنك ستنجح في الحصول على وظيفة أسرع من غيرك ولا أنك نجحت في تعلّم أشياء أكثر من غيرك فلا تغترّ، نظّم وقتك بحث لا تضطر لإعطاء وعد لا يمكنك الوفاء به أو يمكنك الوفاء به لكن مع الإخلال بالدراسة، اقترح دائما وناقش دائما، وأهم شيء: ثبت بالدراسات أن أكبر تأثير على الشخص يأتي من أقرانه وزملائه، فإذا كان سَمت النشاط الذي اهتممت به سيئا فلا تتصور أن الابتعاد عن ممارسات أعضائه السيئة بعد أن تشترك أمر سهل.. على الإطلاق.. لهذا اختر بعناية واختر أصدقاءك وزملاءك فيه بحيث يشبهونك في صفاتك الجيدة بل يفوقونك فيها..

موفق إن شاء الله 🙂

Last Updated on 15-11-2019

نقدم في "خضر وبزنس" استشارات في:

- تقييم الشركات

- تقسيم الحصص وحل مشاكل الشراكات

- تجهيز الشركات للاستثمار

- اختبار السوق في الأفكار الجديدة

- إنشاء المشاريع وتأسيس الشركات

- الإدارة المالية والتمويلية

- المشاكل والحلول الإدارية

- تجهيز الشركات للفرنشايز (الامتياز التجاري)

د. محمد حسام خضر خبير الإدارة والاستثمار ومؤلف كتاب "رائد الأعمال Inside Out"، أسس العديد من الشركات في مجالات مختلفة، وأسهم في إنشاء الكثير منها، ويقدم الاستشارات للشركات التقليدية والريادية.

للاستشارات تواصل معنا على واتس اب: +201006680032.

FacebookTwitterLinkedInYouTubeWhatsApp