ذكرني تعطل فيس بوك وواتس اب وانستاجرام بإحدى الإضافات التي حققت مردودا كبيرا في فتكات رغم بساطتها، ذلك أن النمو المتسارع لفتكات لم يكن متوقعا أو مخططا له في البداية، فنتج عن ذلك توقف متكرر للموقع كلما زادت الاشتراكات بشكل مفاجئ وزاد معها الاستخدام والضغط على السيرفرات، في كل مرة كان هناك حل مختلف وكان يتراوح من ست ساعات إلى ثلاثة أيام.
خلال تلك الفترة تظهر رسالة خطأ باللغة الإنجليزية على الموقع، وتظل العضوات يُعِدن تحميل الصفحة كل ساعة إلى أن يجدن الموقع قد عاد للعمل.من متابعتي للتعليقات التي تكتبها العضوات بعد عودة الموقع لاحظت أن تلك الفترات تمثل ضغطا نفسيا كبيرا عليهن، وأنها تؤثر بالسلب، فأقلقني ذلك لأنني أعرف (من الأخصائية الاجتماعية أيام الكلية) أن المرأة تكره مصدر التوتر المتكرر والقلق المتكرر والأخبار السيئة المتكررة.
كان مسلسل بسنت ودياسطي مشهورا في ذلك الوقت وله قبول، كونه يعتمد على الرسوم المتحركة مع أنه موجه للكبار وكذلك لمناقشته لبعض القضايا العصرية مثل الإنترنت والكمبيوتر والأتمتة، فأخذت مشهدا لبسنت وهي جالسة على الكمبيوتر وأضفت عليه بالونا حواريا كتبت فيه:الحقني يا دياسطي! موقع فتكات مش راضي يفتح! بيقولوا السيرفر فيه مشكلة! يارب يرجع بسرعة يارب!
ضبطت إعدادات السيرفر بحيث تظهر هذه الصورة بدلا من رسالة الخطأ المذكورة أعلاه.
مع أول عطل ظهرت الصورة فيه بدلا من الموقع بدأت أراقب التعليقات عند عودة الموقع للعمل، وكانت خرافية، أولا تحوّل الضيق والتوتر إلى ابتسامات ووقت لطيف نتيجة وجود شخصية تعرفها العضوات ونتيجة التعبير عن العطل بطريقة مرحة، ثانيا لم يعد التعبير “الموقع وقع تاني” أو “فيه مشكلة في الموقع” وإنما “بسنت طلعت لي” “لما بسنت كانت طالعة”، ثالثا شعرت العضوات بأن الموقع يشعر بهن لأنه يتحدث عن سيدة مثلهن تشكو من عدم عمل الموقع، مما زاد الارتباط بشكل كبير، رابعا وجود الدعاء في نهاية الجملة أضاف لمسة إيجابية وأصبح لهن دور يقمن به عندما يجدن مشكلة في الموقع.
الاستماع المستمر للعميل وقياس نبض استخدامه للخدمة والعمل على التطوير المستمر كلها تؤدي إلى تحول الخدمة إلى براند والبراند إلى علامة حب من الصعب جدا منافستها.