في 2005 تعرفت على أعز أصدقائي السعوديين، كان له موقع ويب هو الأشهر في الخليج لدرجة أنني كلما ذكرته أمام أحد تعرف عليه فورا، موقع أبو نواف (ومنه استعيرت -بالخطأ- جملة منتديات ابو نواف للتعارف الجاد) :).. بدأه سنة 2000 عن طريق الاعتماد على Yahoo Groups ثم ساعدته في التطوير بعد ذلك ليكون الموقع مستقلا بذاته.. قال لي ذات مرة “عندما بدأ الإنترنت في السعودية ووجدت الناس كلها تهرع إليه شعرت برغبة شديدة في أن تكون لي بصمة قوية على الإنترنت السعودي، لم أكن أعرف كيف أبدأ ولا ما الذي من الممكن أن يحدث، فقط كانت لدي الرغبة في أن أحقق ذلك الهدف”..
تحول صديقي إلى Internet Super User سريعا، أصبح متابعا ممتازا لكل جديد وللمواقع والخدمات الأجنبية، لم يغب عنه هدفه وبالتالي كان استغلاله لوقته جيدا، إذ كانت عينه تبحث عن الأفضل وتتحين فرصة مناسبة تمكّنه من تحديد نقطة البداية.. وقد حدث ذلك عندما وقع في غرام Yahoo Groups التي أعجبته ولاحظ عدم وجود محتوى عربي عليها، فبدأ العمل وكان سعيدا جدا عندما نجح في إقناع أول 40 شخصا، وكان يهتم بهم ويشجعهم على مشاركة المحتوى الذي يعجبهم، وكان دائما متحركا ينتقل من اجتماع لآخر ومن نشاط مهم لموقعه لنشاط آخر ومن مقابلة لتوظيف شخص ليساعده إلى مقابلة أخرى، حتى في أوقات الفراغ التي كنا نخرج فيها إلى مطعم أو مول كان دائم التحدث عن رؤيته لموقعه وخططه المستقبلية..
ذات مرة سألته زوجته في هدوء: هل قررت أين ستكون سيرفرات الموقع لحل المشكلة الحالية؟ ذهل من المفاجأة لأن زوجته لا تعرف شيئا عن الأمور التقنية ولا يشركها في أخبار الشركة، فأخبرته ضاحكة بأنه يتحدث أثناء نومه عن أمور تخص الموقع..
لم يتوقف يوما عند مستوى نجاح معين، خلال أعوام قليلة كانت شركات الاتصالات ترعى موقعه، وكان في الوقت نفسه يفتح مجالات جديدة للتعاون بينه وبين شركات أخرى، ويتعاون مع الهيئات والجهات المختلفة في حملات التوعية، ويرحب بكل فرص الاستثمار لديه أو لدى الغير، كان يجهز لنفسه الخطط البديلة في حال انتهي عصر الويب، وأصبح بالفعل شريكا في عدة مشاريع جديدة ناجحة، وحقق نجاحات متتالية، إلى أن استحوذت على شركته مؤسسة كبيرة بنجاح.. وحتى الآن لا يزال موقع أبو نواف أيقونة لل..
كلنا لدينا أهداف نتمنى تحقيقها.. لكن هل لدينا الطموح؟ ذلك الدافع القوي للوصول إلى الهدف؟ الحافز الداخلي الذي يمنحك الإصرار على الوصول والعزيمة على تحمل المصاعب والقوة على عبور العقبات؟ على فكرة: حجم وبعد ومدى إمكانية الهدف ليست عوائق، عدم وجود الطموح هو العائق.. أسرع طريقة لمعرفة ما إذا كان لديك طموح أم لا هو أن تحدد -بأمانة- درجة التسويف (procrastination) لديك.. كلما كانت عالية كان ذلك معناه أن الطموح غير نشط.. إذا كان الأمر كذلك فانهض من غفوتك، وفك قيود الراحة الناعمة، وادفع جدار العقبات الخيالية، واسمح للطموح أن يتولى قيادة حياتك منذ الآن!
Last Updated on 08-07-2020