دُعيت للمشاركة كَحَكَم في مسابقة لريادة الأعمال منذ ثلاث سنوات تقريبا، وكانت تلك المرة هي السبب في أن أتوقف عن المشاركة في هذه المسابقات بعد أن كنت أسارع إليها نظرا لاحتياج الكثير من الشركات للتقييم والتوجيه والمشورة..
في تلك المرة كان معي خمسة حكام آخرون، واحد منهم متخصص في ريادة الأعمال والباقون كل منهم متخصص في مجال تقليدي وبارع فيه، وكان مطلوبا منا تقييم نقاط محددة بشكل فردي، وعندما عُرضت المشاريع أمامنا سجلنا تقييماتنا، وفي النهاية بدأنا نتشارك الدرجات لنحسب المتوسطات والنتائج، وعندها ظهرت الأزمة: درجاتنا متفاوتة ومتباعدة عن بعضها البعض بشكل واضح! كانت هناك ثلاث مشاكل:
- اختيار الحكام -ما عداي- جاء بناء على المعرفة المسبقة بينهم وبين القائمين على المسابقة لا الخبرات المتعلقة بريادة الأعمال وبأسواق متنوعة، فكان جليا عدم كفاءة معظمهم في الحكم على المشاريع، ظهر ذلك في أسئلتهم الموجهة لرواد الأعمال وفي تفسيرهم للتقييمات.
- نقاط التقييم لم تكن معدة بشكل جيد، فكان هناك تكرار في نقطتين، وتم إغفال محور كامل من التقييم. اعترضت عليها إلا أن الوقت لم يكن كافيا لتغيير نقاط التقييم ووزن كل نقطة.
- لم يتم شرح نقاط التقييم للحكام أو ضرب أمثلة لهم ليعرفوا طريقة التقييم وعلى أي أساس تعتبر شركة ما مستحقة لدرجة جيدة في النقطة أو درجة سيئة فيها.
أضافت هذه التجربة إلى التجارب السابقة همّا جديدا لدي فقررت من وقتها الاعتذار عن كل المسابقات التي أدعى إلى تحكيمها، وكنت أتعلل بالانشغال مع أنني أحب جدا أن أكون بجانب رواد الأعمال وسببا في أن تحصل الشركات ذات الفرص الأفضل في النجاح على قيمة الجائزة لتساعدها في رحلتها.
من عشرة أيام تلقيت إيميلا من “تكني” يدعو المتلقين للمشاركة في مسابقة للمشاريع الناشئة في مجالات معينة بالتعاون مع شركات كبيرة في مجالات المسابقة الأربعة: الصحة، البيئة النظيفة، التعليم، التسويق العقاري.
راسلت طارق القاضي (مؤسس “تكني” و”أليكس آنجلز”) الذي لا يتردد في تنفيذ أي اقتراح يخدم ريادة الأعمال والاستثمار الملائكي لأسأله عن المسابقة وعما إذا كانت تفاصيلها قد اكتملت أم لا.
التقط مغزى الرسالة فأجابني بأن المجال متاح للاقتراحات ولا زال الوقت مبكرا على إتمام الترتيبات وسألني إن كنت أريد أن أضيف شيئا فشرحت له تصوري عن مواضيع المحاضرات المتعلقة بالمسابقة، وعن ضرورة أن يكون هناك توازن معين بين رأي خبراء مجالات المسابقة الأربعة وبين تقييم الفريق والسوق والتنفيذ الخ، وأهمية اختيار المحاضرين والحكام بمعايير محددة، وأهمية إطلاعهم على معاني المعايير وكيفية استخدامها.
سألني إن كنت أحب أن أكون شريكا تنفيذيا في المسابقة فوافقت، إذ يتيح هذا لي عمل شيء بالطريقة التي أتصور أن يكون لها مردود حقيقي في حياة الناس وفي أعمالهم، وبدأت العمل بالفعل متعاونا مع فريق عمل متميز فيما يفعله.
لا تزال المسابقة متاحة إذا كانت لديك شركة ريادية قائمة تعمل في مجال من تلك المجالات الأربعة (الرابط)، وأعدك بأن أبذل قصارى جهدي في سبيل تقديم نموذج ناجح لمسابقة عادلة وداعمة لريادة الأعمال والاقتصاد إن شاء الله 🌷