(1)
– ما أخبار الشركة؟
– (ضاحكا) لا نعرف ما إذا كنا سنتمكن من دفع رواتب الشهر الحالي أم لا.
– لكنكم فزتم بجوائز مالية في عدة مسابقات مؤخرا!
– لم نستلم منها شيئا بعد، وتبين أن إحداها ستعطينا الجائزة في هيئة خدمات.
(2)
– ما أخبار الشركة؟
– (ضاحكا) الحمد لله، باع شريكنا سيارته وستكفي مصاريف الشركة لشهرين ونصف أو ثلاثة.
(3)
– ما أخبار الشركة؟
– (بصوت محبط وضعيف) لم أتمكن من تحمل الضغط الكبير الذي دام سنتين ونصفا، فتركتها منذ 6 شهور، والتحقت بوظيفة هذه الأيام، ورغم مرور الوقت لا زلت أشعر بإحباط رهيب وانعدام الرغبة في عمل أي شيء.
…
هذه الحوارات حقيقية وحدثت اليوم بالفعل، إلا أنها ليست دعوة إلى الإحباط في نهاية الأسبوع، وإنما هي ثلاث رسائل هامة:
1. إلى كل رائد أعمال حالي: لست وحدك من تشعر بكل هذه المشاعر الصعبة وتمر بالأوقات التي تشكّ فيها في جدوى ما تفعله، لست وحدك من تسأل نفسك مرارا وتكرار عما إذا كنت تقوم بالشيء الصائب، كل رواد الأعمال الحقيقيين والذين بدؤوا من ظروف صعبة يمرون بهذا (لكنهم لا يبوحون بذلك في المعتاد)، المهم هو ألا تتوقف عن التعلم “الحقيقي” الذي لا تغني “التجربة والخطأ” عنه، كي لا يكون الاتجاه الذي تسير فيه شركتك غير صحيح.
2. إلى كل طالب وشاب حديث التخرج: ريادة الأعمال ليست “فرصة”، ليست “تحسينا للدخل”، ليست “بديلا” للوظيفة، ريادة الأعمال مسؤولية كبيرة، تتطلب -بين ما تتطلب- تعلما مستمرا مناسبا وخبرة مناسبة وقدرة على الاستقلال المادي الشخصي ومعرفة بالمجال وشركاء ممتازين، اعمل في وظيفة أو أكثر لعدة سنوات ثم أنشئ المشاريع التي تحلم بها (وغالبا ستجدها قد تغيرت في تفكيرك وفكرت في مشاريع أخرى).
3. إلى زوجـ(ة)/أم/أب رائد(ة) الأعمال: أنت خط الدفاع الأول الذي يحتاجه رائد الأعمال ليستمر في حياته بشكل سليم، الدعم النفسي يبدأ من تصديقه وإظهار الاقتناع بما يفعله (حتى لو لم تكن تفهمه)، وعدم إحباطه نهارا وليلا بعدم جدوى ما يفعله وبأنه لو قبل وظيفة ككل زملائه لكان أفضل له، رائد الأعمال يحتاج إلى دعمك.
وفقك الله ويسر لك الأمور وبارك في مجهوداتك وألهمك الصواب.