اليوم حكى لي رجل أعمال كويتي بفخر عن أفضل إنجازات حياته..
أثناء عمله في إحدى الشركات كمدير مشروع كان يضطر للبقاء فترات طويلة في العمل، ولم يكن يتبقى في الشركة إلا عامل أمن مصري (موظف من قبل شركة حراسة) معه شهادة جامعية.. فاحتاج لمساعدة فاستدعاه وطلب منه ترتيب بعض الملفات للبحث عن أشياء تخص المشروع.. في المرة التالية طلب منه إجراء بعض الحسابات السريعة.. وشيئا فشيئا بدأ يستعين به في جوانب مختلفة من المشروع.. فلما رأى فيه المثابرة على التعلم والحماس للعمل طلب نقله ليكون على قوة الشركة نفسها، وبالفعل أصبح موظفا في المشروع، وكان عند حسن الظن فأثبت نشاطا واهتماما أفضل من الموجودين..
بعدها بفترة ترك مدير المشروع الشركة وأسس شركته الخاصة، ومرت سنوات وسنوات..
في أحد الأيام كان رجل الأعمال في اجتماع مع هيئة حكومية للمناقشة التمهيدية في مشروع ما، وكان الحضور ما بين أصحاب شركات ومديري شركات متنافسة، فإذا بأحدهم هو عامل الأمن المصري نفسه، ترقى في الشركة حتى أصبح مسؤولا عن مشاريعها، كانت مفاجأة غير متوقعة له وكان لقاء حافلا..
ورغم مرور الأعوام لا يزال يتأثر عندما يحكي هذه القصة، فقد رأى مثالا حيا على ما يمكن أن يحدث في حياة الناس عندما تهتم -كمدير- بهم وتمنحهم دفعة بسيطة في الاتجاه الذي يستحقونه، من عامل أمن إلى مدير للشركة..
Last Updated on 15-11-2019