من بين كل 100 سجين ينهون فترات عقوبتهم ويخرجون من السجن يعود 30 إليه خلال العام التالي فقط! ويصل العدد إلى 80 شخصا خلال الأعوام التسعة التالية، 80 من كل 100 يخرجون من السجن يعودون إليه، بشكل أساسي بسبب عدم توافر وظائف لهم، فنسبة البطالة في أوساط أصحاب السوابق هو 5 أضعاف البطالة في المجتمع بشكل عام.
هذه الإحصائيات المفزعة الخاصة بالولايات المتحدة جعلت كاثرين هوك تبدأ شركتها الناشئة المجتمعية في 2010 لتعلم نزلاء السجون المهارات الأساسية للعمل ومبادئ التجارة والأعمال تحت اسم “أنت المدير التنفيذي لحياتك الجديدة”، يبدأ البرنامج بالتأهيل النفسي للسجين والتأكد من فهمه للخطأ الذي ارتكبه ومسؤوليته عنه ثم الحرص على ألا تتوقف حياته بسبب شعوره بالذنب طول عمره، ويأتي بعد ذلك دور التعليم بدورات فيديو وبخبراء موجهين متطوعين يتواجدون مع النزلاء خلال فترة البرنامج، يمده البرنامج بالمهارات اللازمة للثقة بالنفس والتوظيف والتعامل مع الناس وإنشاء وإدارة الشركات الصغيرة.
الجزء الثاني من البرنامج يحدث بعد خروج السجين، وهو “التواصل مع الخريجين”، يتفاعل فيه قدامى الخريجين من برامج المؤسسة مع حديثي الخروج من السجن خلال الشهور الثلاثة الأولى (وهي الفترة الأكثر حرجا في العام الأول)، يقدم الخريجون للرفقاء الجدد الدعم النفسي اللازم والمعلومات والخبرة والعلاقات لمساعدتهم في تخطي فترة ما بعد السجن والاندماج سريعا في المجتمع.
إذا تمكن الشخص -بعد ذلك- من الوصول إلى المستوى المقبول من الاستقرار الوظيفي والسكني فيمكنه الالتحاق بمشروعه ب”حاضنة الأعمال” الخاصة بالمؤسسة، مما يسرع إنشاء الشركة ويوفر لها مقومات النجاح.
النتيجة؟ من بين 5,200 سجين تم إلحاقهم بالبرامج المختلفة للمؤسسة قلت نسبة عودة السجناء السابقين إلى السجن إلى 8% فقط (نزولا من الرقم الأساسي 30%)، حيث تمكن 82% منهم من الحصول على وظائف بالفعل، فلم يعودوا مضطرين إلى تكرار ما دخلوا السجن بسببه في المرة السابقة، ووفر ذلك على الحكومة مبالغ كبيرة، فتكلفة السجين في سنة واحدة تبلغ 80 ألف دولار في المتوسط، أما تكلفة البرنامج الأساسي للمؤسسة فهو ألف دولار فقط للسجين.
تجربة قوية تعطي مثالا لما يمكن للعمل المجتمعي تحقيقه إذا تم تنفيذه بفكر مبتكر وبدعم من الجهات التي تدعم ذلك.
ملاحظة: تمت إقالة كاثرين هوك عن إدارة الشركة لاتهامات أخلاقية، لكن الشركة لا تزال تعمل بدعم من العديد من الشركات الناشئة والمشهورة.