كمؤسس شركة ناشئة، متى أحصل على راتب مقابل ما أقوم به من عمل؟!
تبدأ الشركة بتمويل أولي (pre seed) تقدمه أنت وشركاؤك المؤسسون من مدخراتكم وتجمعون الباقي من الأهل والأصدقاء، وتستحقون معظم حصصكم في الشركة نتيجة عملكم دون راتب لمدة قد تطول وقد تقصر (من سنتين إلى أربع سنوات في المعتاد).
يكفي هذا التمويل لإتمام تطوير المشروع والنزول به إلى السوق وتجربته بشكل حقيقي مع العملاء، وفي وسط هذه التجارب يبدأ البحث عن تمويل جديد (bridge ما بين جولتين أو seed) للقيام بالتسويق والتوسع فيه بشكل قوي ومناسب، وفي هذه المرحلة يتوقف الحصول على راتب على المبلغ الذي تنجح الشركة في جمعه.
إذا لم تتمكن الشركة من الحصول على تمويل مناسب للأغراض التشغيلية المختلفة فليس الوقت سانحا بعد للحصول على رواتب، إذ الأولوية دائما للمشروع، أما إذا اقتنع المستثمرون بأوجه صرف المبلغ وكانت الرواتب متضمنة فيه فهنا يبدأ الشركاء المؤسسون القائمون على العمل في الشركة بأخذ رواتب تغطي احتياجاتهم الأساسية دون النظر إلى الرواتب المتاحة لهم في السوق.
في الجولات التمويلية التالية يُنظر إلى نطاق الراتب المتاح في السوق لكل شريك مؤسس في الشركة حسب دوره وخبراته ومستواه في ذلك الوقت، ويُقسم النطاق إلى ثلاثة أجزاء، فإذا كان النطاق من 10,000 إلى 16,000 مثلا فالثلث الأول هو 10-12 والثاني 12-14 والثالث 14-16، كلما كانت الجولة في مرحلة مبكرة احتُسبت الرواتب من الثلث الأول، وكلما تقدمت الجولات وتطورت الشركة ونجحت في تحقيق مستهدفاتها تحركت الرواتب إلى الثلث الثاني فالثالث.
بهذه الطريقة يتم استغلال رأس المال بأفضل طريقة في تطوير المشروع وتحويل الفكرة إلى حقيقة واقعة والوصول إلى نموذج عامل ناجح يمكن تكبيره وتوسيعه، مما يحقق نتيجة أفضل ويطمئن المستثمرين في مراحل المخاطر العليا في بدايات المشروع.
وهذا ما نعنيه عندما نقول للشباب إن ريادة الأعمال ليست الطريق إلى الثراء السريع، فلن يحصل المؤسس على مقابل مادي منها في البداية، بل سيبحث عن كل مبلغ يمكنه توفيره بشكل شخصي للحفاظ على حلمه على قيد الحياة وتحقيق طموحه، وذلك لمدة ليست قصيرة.