عندما تنبثق فكرة مشروع، سواء كانت فكرة لشركة ناشئة (Start-up) قائمة على التقنية، أو مشروعاً يعتمد على التقنية عبر موقع أو تطبيق يؤدي خدمة محددة، ويبدأ العمل الفعلي لتنفيذ هذا المشروع؛ غالباً ما يكتمل المشروع، ولكن يجد أصحابه أنفسهم في حيرة حول الخطوة التالية.
ينظر الناس حالياً إلى الشركات الناشئة على أنها مجرد حل تقني، كأنها تطبيق أو منصة إلكترونية، ويتصورون أن هذا التطبيق بمجرد إنشائه سيعمل ذاتياً. ولكن هناك تمييزا بين حالتين: تطبيق الخدمة الذاتية، والتطبيق الذي يتطلب التشغيل.
تطبيقات الخدمة الذاتية
تتمثل هذه الحالة في المواقع أو التطبيقات التي تُقدم الخدمة بشكل ذاتي، أي لا تحتاج إلى تشغيل مستمر، ولا تستلزم متابعة تتجاوز الجوانب التقنية والدعم الفني أو خدمة العملاء.
في هذا السيناريو، لا تحتاج الشركة في حقيقتها إلا إلى التسويق. فإذا كنت تقدم تطبيقاً يتميز بأن جميع عمليات البيع تتم داخله ذاتياً، كل ما تحتاجه بعد الانتهاء ورفع التطبيق هو أن يراه الناس.
المتطلبات في هذه الحالة:
- متخصص التسويق: التعامل مع متخصص أو شركة أو شريك مؤسس ليتولى بناء المشروع ويصبح مسؤولاً عن التسويق.
- صيانة ومتابعة: لا يُطلب منك سوى صيانة المشروع واستمرار وجود مسؤول عن البرمجة.
- الاستجابة للمشكلات: يجب الرد على استفسارات وتقييمات المستخدمين (في المتجر مثلاً) وحل المشكلات لضمان استقرار استخدام الخدمة.
التطبيقات التي تتطلب التشغيل
في الوضع الآخر، وهو ما يخص الشركات الناشئة الكبيرة (Startups)، يكمن سوء الفهم في أن البعض يتصور أنها قائمة على البرمجيات (Software) فقط، لأنهم لا يرون منها سوى الجزء التقني.
الحقائق الإدارية:
- البرمجيات لا تمثل سوى 15% إلى 30% من الوظائف والأنشطة المختلفة في هذه الشركات.
- تتطلب هذه الشركات نظام برمجيات داخلي يتعامل عليه الموظفون والإدارة لمتابعة الأرقام وحل المشكلات والتشغيل.
الأقسام الإدارية والتشغيلية المطلوبة:
- قسم التسويق: لا يقل أهمية عن الجانب التقني. في الشركات الناشئة الكبيرة، لا تقل ميزانية التسويق عن 60%. هذا القسم يتطلب أشخاصاً أقوياء ورؤية واضحة للخطة لتحقيق المستهدفات السنوية والرؤية النهائية.
- العلاقات التجارية ومقدمو الخدمات: هذا القسم حيوي إذا كانت الشركة تعتمد على طرف ثانٍ لتقديم الخدمات (كالمطاعم أو البائعين). يبدأ العمل بـ المبيعات (Sales) ثم إدارة العلاقات، ومهمتهم الحصول على التجار أو مقدمي الخدمات لضمان وجود أساس للمكان قبل جلب العملاء.
- خدمة العملاء: تزداد أهمية هذا القسم كلما كبرت الشركة للحفاظ على سمعتها. يبدأ عمل القسم بمراقبة قنوات التواصل الاجتماعي (كـ تويتر)، والاستجابة السريعة لأي شكوى، ومتابعة جميع القنوات الوارد منها الملاحظات، بما في ذلك متاجر التطبيقات.
- قسم الحسابات (المحاسبة): رغم كونه قسماً شائعاً، إلا أنه لا يقل أهمية عن الأقسام المتخصصة للشركات الناشئة. يجب أن يعمل بكفاءة عالية، ويكون مسؤولاً عن التحصيل، ودفع مستحقات الموردين، ومتابعة التدفقات المالية بشكل صحيح لتجنب المشاكل.
- الموارد البشرية (HR): يصبح هذا القسم ضرورياً بعد التعيينات الأولية. يجب أن يتولى مسؤولية تعيينات الشركة والحفاظ على الموظفين. ومن المعروف أن أصعب مهمتين للمدير في الشركة الناشئة هما: البحث عن التمويل، ثم التوظيف؛ لذا وجود قسم موارد بشرية متخصص يحرر المديرين من هذا العبء.
- التطوير: يجب أن يتم التفكير في تطوير الجوانب التي تواجه مشاكل بشكل مستمر، لأن فكرة تطوير المشروع تختلف جذرياً عن مجرد إنشائه.
هذا بالإضافة إلى الأقسام التشغيلية المسؤولة عن إنتاج أو توفير المنتج أو الخدمة، فيمكن أن تكون هذه الأقسام هي الإنتاج والمشتريات والشحن والتحصيل.
الخطوات العملية اللازمة بعد إطلاق التطبيق
عندما يصل المشروع إلى مرحلة التوقف والحيرة بشأن الخطوة التالية:
- الاستعانة بمستشار: يجب استشارة مختص، حيث سيفهم المستشار ما تريده، ويحدد موقعك الحالي، وقد يعيد تقييم الخطوات السابقة.
- اختبار السوق: الخطوة الأولى لأي مشروع يجب أن تكون اختبار السوق. يجب العودة إلى هذه الخطوة إذا لم يتم القيام بها، لتحديد ما إذا كان يجب المضي قدماً في المشروع، أو إيقافه، أو تغيير نموذج العمل. الغاية هي عدم خسارة أضعاف ما تم دفعه في بناء النظام التقني.
بمجرد التأكد من جدوى السوق والاستعداد للدفع مقابل الخدمة، تبدأ المرحلة الإدارية:
- التخطيط الاستراتيجي: هي الخطوة التي تلي اختبار السوق مباشرة. يحدد التخطيط الاستراتيجي الأهداف والمستهدفات وكيفية الوصول إلى الرؤية النهائية.
- بناء النواة الإدارية: يحدد المستشار الموظفين المطلوبين في البداية ومواصفاتهم. ويمكن الاستعانة بشخص لتأسيس نواة التوظيف، خاصة أن التوظيف المديد هو أهم عنصر في هذه المرحلة.
توزيع الأدوار:
- إذا كان اهتمام المؤسس تقنياً بالأساس، فالأفضل أن يظل مسؤولاً عن التقنية/البرمجة، وتعيين مدير تنفيذي (GM) ليتولى الجوانب الإدارية.
- دور المدير التنفيذي: المدير هو من سيتولى فهم الخطة الاستراتيجية من المستشار، وتخصيص الموارد المناسبة، والمساهمة في وضع دراسة الاحتياج المالي. كما يقوم المدير بتشجيع الموظفين ومتابعتهم وحل مشاكلهم، ومراجعة الأداء مقابل المستهدفات (كعملية مستمرة).
متابعة الأداء والإدارة العليا:
- يلعب المستشار دور مساعد المدير.
- في المراحل المتقدمة، تكون الشركة بحاجة إلى مجلس إدارة ينوب عن الملاك لمراقبة عمل المدير العام ومساعدته، والتأكد من سيره بالطريقة الصحيحة.
- بعد التأكد من كفاءة المدير وخبرته، ينسحب المستشار تدريجياً، على أن يستمر التواصل والمتابعة لضمان استمرار الأمور بالشكل الصحيح في ظل عمل جميع الأقسام (كالتوظيف والتعيينات).
تواصل معنا لنعرف تفاصيل مشروعك ونساعدك في انطلاقه واستمراره إن شاء الله.