إذا قررت تغيير وظيفتك (عمل career shift) بعد عملك في مجال معين وتخصص معين لخمس سنوات أو أكثر، ولم تكن قد كونت خبرة في المجال الجديد أو التخصص الجديد اللذين تريد الانتقال إليهما، فلا تغير المجال والتخصص معا في الوقت نفسه، هذه مخاطرة كبيرة في وقت من المتوقع أن تكون أعباؤك فيه قد زادت فيه بالزواج والإنجاب والأقساط، وأن تكون قد قطعت شوطا في السلم الوظيفي تتناسب مع سنوات خبرتك..
أن تبدأ من الصفر (أو فوقه بقليل) في شيء واحد أفضل من أن تبدأ منه في شيئين..
مثلا إذا كنت تعمل محاسبا في شركة أغذية وأحببت أن تغير المجال لتعمل محاسبا في شركة ملابس، فستبدأ من الصفر في مجال الملابس لكنك ستكون واقفا على أرض صلبة في تخصصك: المحاسبة، ستأخذ وقتا غير طويل ومجهودا غير كبير في اكتساب مفردات وتفاصيل المجال وربطها بالمحاسبة..
وإذا أردت أن تغير تخصصك نفسه لتعمل موظف موارد بشرية في شركة أغذية فستفيدك خبرة المجال واحتكاكك بالوظائف الموجودة فيه من قبل في تعلم تخصصك الجديد واكتساب خبرة فيه.. لن تشعر بالقلق والتوتر، لأن المجال ليس غريبا عنك..
أما إذا أردت أن تغير تخصصك إلى الموارد البشرية ومجالك إلى مجال الملابس فسوف يكون الأمر صعبا وتكون كحديثي التخرج من حيث قلة الخبرة في التخصص وفي المجال.. مما يعني نزولك من درجة استقرار وثقة بالنفس (في عملك السابق) إلى مرحلة انتقالية قد تطول وقد تؤثر على سيرك الوظيفي من حيث الدرجة والراتب..
كيف يمكنك أن تقوم بهذه القفزة المزدوجة بمخاطرة أقل؟ أن تكتسب خبرة في المجال الجديد أو في التخصص الجديد قبل التغيير، خبرة بمعنى خبرة، احتكاك بخبراء، دورات تدريبية بتقييم في النهاية، عمل جانبي بتقييم أداء من المديرين، وهكذا..
هل يعني هذا أنه لا يمكن تغيير المجال والتخصص والنجاح في ذلك؟ بالتأكيد يمكن عمل ذلك والنجاح فيه، لكن هذا يكون أصعب وأكثر مخاطرة، وقد شاهدت الفرق بين تغيير شيء واحد وتغيير شيئين في مستوى الأداء والثقة والراحة النفسية والاستقرار المادي..
Last Updated on 15-11-2019