قال:
شاهدتك في فيديو “باكره الدراسة” تنصح الطلاب أمثالي بضرورة استكمال الدراسة وتوضح أسبابا عديدة لذلك، لكنني قرأت في كتاب “…” الذي ألفه الملياردير “…” أن استكمال التعليم أمر غير مهم، وفي الكتاب استدل بنفسه وبالعديد ممن لم يستكملوا تعليمهم على صحة هذا الأمر.
قلت:
دعني أخبرك بما حدث معي أمس أولا كنت سائرا في شارع التسعين وأردت العبور إلى الجهة الأخرى، لكنه كان مزدحما فطال انتظاري، فأغمضت عينيّ وأخذت نفسا عميقا وعبرت، وعندما فتحت عينيّ وجدت أنني قد وصلت بالفعل دون أي ضرر ودون مزيد انتظار!
قال:
ما علاقة هذا بسؤالي؟
قلت:
دعني أكمل كلامي
قال:
لكن هذه ليست الطريقة الصحيحة للعبور، وستؤدي -قطعا- إلى كوارث وحوادث!
قلت:
لماذا؟ ألم تنفع معي؟
قال:
هل حقا تسأل لتعرف الإجابة أم أنك تمازحني؟!
لأنك جربت هذا مرة واحدة، جربه مرات كثيرة وكافية لنعرف ما إذا كان احتمال نجاحك أكبر من احتمال فشلك أم لا، عندها إذا تبين أن نسب النجاح في طريقتك أكبر منها في الطريقة التقليدية فيمكن أن تقدمه للناس على أنه “الطريقة الصحيحة”.
كذلك لأن النتائج المترتبة على فشل الناس في تقليد تجربتك نتائج كارثية، أما النتائج المترتبة على فشلهم في الطريقة التقليدية فليست بالخطورة ذاتها، بإمكانهم الاستعانة بشخص يمكنه مساعدتهم، أو أخذ سيارة والسير بها ثم العودة، أو غير ذلك من الخطوات التي تعوض انتظارهم على جانب الطريق.
أيضا لأن ظروف تجربتك تختلف عن ظروف تجربة الآخرين، ربما تكون أسرع في المشي مما يقلل فرص حدوث حادث لك، ربما كان وقت مرورك بالذات أقل في عدد السيارات، ربما كان هناك صديق يقف خلفك ويشير للسيارات بالتوقف، أو شخص عابر تطوع لعمل ذلك، ربما كنت ترتدي ما يجعل السيارات تراك من مسافة بعيدة وتتوقف،
هناك الكثير من الأسباب البديهية التي تجعل تجربتك غير قابلة للتعميم أو قابلة للتعميم.
قلت:
اقنعتني، شكرا لك.