ريادة الأعمال والطلاب والشباب

مرّ أمامي مقطع فيديو لأحد أساتذة الجامعة البارزين الذين أجلّهم، فهو متمكن من تخصصه وله تأثير طيب على الشباب، ولأن عنوان المقطع كان متعلقا بريادة الأعمال والابتكار دفعني الفضول لمشاهدته، فوجدته مقطعا قصيرا مجتزأً من محاضرة عامة للشباب حول الفرص المتاحة لهم بعد التخرج.

“يمكنك أن تفكر مع زملائك في فكرة مشروع ستارت اب، وبعد تنفيذ المشروع لن يستغرق الأمر أكثر من 6 شهور لتجد شركة أجنبية تشتريه منكم بمليارات الدولارات وتصبحوا مليونيرات.”

وضعني المقطع في مأزق، من جهة لا يمكنني تجاهله وعدم التعليق عليه لتوضيح الحقيقة، ومن جهة أخرى يمثل هذا الأستاذ قيمة كبيرة ولا ينبغي أن أؤثر على رأي الشباب فيه (فبعض الشباب لا يفرقون بين الشخص وبين رأيه للأسف، ويعتبرون خطأ الرأي دليلا على ضعف صاحبه بشكل عام)، ولا توجد علاقة مباشرة بيني وبينه تتيح لي أن أراسله لشأن كهذا.

إلا أنني توكلت على الله وأرسلت إليه ما فحواه:

“أرسل إليك هذه الرسالة لأنني أقدرك وأحترم ما تفعله مع الشباب، بخصوص المقطع الفلاني أود أن أخبرك أنني منذ عامين لا شغل لي إلا تصحيح هذه الصورة التي تسبب في نشرها الإعلام فأفسد على الشباب حياتهم المهنية، إذ لماذا يبذلون جهدا في التعلم والبحث عن وظيفة وتحمل المديرين السيئين إذا كان من الوارد أن تنجح إحدى أفكارهم بأقل مجهود وبأقل رأس مال وفي أقل وقت؟!

عمليا لا تنجح مشاريع الطلاب في المعتاد، ولا تشتري الشركات الستارت ابس خلال مدة قصيرة في المعتاد، ولا تكون الأرقام بالمليار في المعتاد.”

خلال دقائق وصلني رده المتفهّم، وحذف المقطع من حسابه، ليعزّز لديّ صورته المتواضعة الرائعة المهتمة بالنفع والإفادة لا الشهرة والمكاسب الشخصية ❤️

أرجو من كل من يتصدى للحديث و/أو العمل في مجال ريادة الأعمال أن يتقي الله في الشباب، حياة واحدة تتأثر سلبا بسبب كلمة تقولها فتتعطل في مسيرتها المهنية وفي تحقيقها المطلوب للتطور المهني علما وخبرة ومادة ستكون مسؤوليتك وتسأل عنها، لا يهم دافعك من وراء ذلك.

وأدعو من يعملون في مؤسسات ريادة الأعمال التي تخاطب الطلاب والشباب أن تغيّر من اهتمامها لينصبّ على تعليمهم مهارات العمل العادية والمتخصصة، وأن تزرع فيهم أخلاقيات التعامل، وأن تسهم في بنائهم وإعدادهم لسوق العمل، وأن تثمّن التعليم التقليدي والمبتكر العام والمتخصص ليدرك الشباب ألا نجاح لهم في الحياة بدون التعليم.


يسعدنا أن نقدم لك في "خضر و بزنس" كل العون الذي تحتاجه إن شاء الله، لدينا نوعان من الخدمات:

  1. خدمات النصح والتوجيه المجانية للشركات الصغيرة والمبتدئة، يكون التواصل عبر الإيميل وواتس أب، وعادة لا تحتاج الاستشارات في هذه المراحل إلى وقت طويل لتقديمها.
  2. الاستشارات المدفوعة في مجالات البزنس المتنوعة، يشمل ذلك الاستثمار وإنشاء الشركات وتقييم الشركات والإدارة العامة والإدارة المالية والامتياز التجاري والتسويق وريادة الأعمال، وهذه الخدمة مناسبة للشركات المتوسطة والكبيرة والشركات الريادية الناشئة التي حصلت على تمويل وكذلك للمديرين الراغبين في التطور والتحقق من خطواتهم.

د. محمد حسام خضر خبير الإدارة والاستثمار ومؤلف كتاب "رائد الأعمال Inside Out"، أسس العديد من الشركات في مجالات مختلفة، منها إنترنت بلس وبنت الحلال وفتكات وكاوباي وخضر و بزنس، ويعمل مستشارا دائما لدى العديد من الشركات التقليدية والريادية.


شارك الموضوع
FacebookLinkedInYouTube