كتاب السر The Secret

“بص حضرتك، انا كنت طَموح، طول عمري طموح، بس طموح كلام، ما باعملش حاجة وباحلم اني باعمل كل حاجة. من ساعة ما بدأت أتابع الناس المفيدة وأتفرج على فيديوهاتهم وأفهم ايه اللي المفروض يتعمل بقيت باتعلم بسرعة جدا عشان أعوض اللي فاتني، حاجات كان المفروض أتعلمها من سنين.. ورغم ان ده عامل لي مشاكل في شغلي دلوقتي لكن أنا مبسوط ومكمل، وعندي أمل.

دلوقتي بقيت طَموح عمل مش طَموح كلام.”

من أجمل التعبيرات التي مرت بي: “طَموح عمل مش طموح كلام”.

منذ فترة سألت الأصدقاء هنا عن الكتب التي غيرت حياتهم فكتب بعضهم “كتاب السر”، وهذا الكتاب يلعب دورا جيدا في التحفيز لكن له تأثيرا جانبيا “ضارا” يظهر عندما يصدّق القارئ فكرة الجذب بمعناها السطحي، فكرة “إذا أردت شيئا ففكر فيه ليل نهار وسوف ينجذب إليك ويتحقق”، وعندما تمت “أسلمتها” أصبحت “لم يزرع الله في قلبك محبة الشيء إلا لأنه يريد أن يمنحك إياه”.

لا أزال أذكر الصديق حديث التخرج الذي أرسل إلي يسألني عن الخطوة التالية له، مع الملاحظة التالية: “أنا قريت كتاب السر وطول الوقت بافكر أبقى مدير مش عايز ابقى موظف، وعارف ان ده هيتحقق، بس عايز اشوف انا ابدأ منين”.

الغرض الأساسي لهذه الأفكار -إذا أحسنّا الظن- هو تحويل الأحلام إلى طموحات تدفع صاحبها إلى التركيز عليها ومن ثم العمل ليل نهار على تحقيقها، وهذا غرض صحيح متسق مع مراد الله من توكل عليه ومن سعي وجد واجتهاد، بهذا فقط تحصل على قيمتك وتهيئ لنفسك فرصة تحقيق أحلامك، لكن رغم أن الكلمات تبدو منمقة ولطيفة إلا أن “السعي” ممل، و”الجد” مجهد، و”الاجتهاد” مُبكٍ، فمن تجربتي:

السعي يشمل أن تجرب مجالا ما فتتعلمه وتعمل به، ثم يتبين لك أنه غير مناسب لك، فتجرب مجالا آخر وتتعلمه وتعمل به. ويشمل أن تجد المجال المناسب فتقضي وقتك في العمل به وفي زيادة ما تعرفه عنه، ثم يصبح ما تفعله فيه مكررا، ومكررا، ومكررا. في الحالتين من المعتاد أن يتسلل إليك الملل وتساورك الشكوك فيما تقضي حياتك فيه.
السعي ممل.

الاجتهاد ليس له سقف يمكنك أن تتوقف لديه عارفا بأنك قد بذلت ما في وسعك، التعلم دائم، العمل دائم، التعليم دائم، التعامل مع الغير دائم، ثم لا ضمان لأن تنجح في ما بين يديك بعد هذا كله، صحيح أنك تكتسب -بالطرق الصعبة- خبرات يمكن أن تنفعك في المستقبل، لكن إخفاقاتك الصغيرة رغم اجتهادك يخنقك بالدموع.
الاجتهاد مبك.

الجد أن تسعى باذلا الجهد بعد الجهد دون شاعر بما تبذله إلى أن يُضرب جسدك عن العمل وتتوقف تروس عقلك لتدرك أن الراحة أصبحت لزاما فتضطر إليها غير راض بها إذ لم تنته مما كنت تريده، ولا تزال تعطي الوقت بعد الوقت دون مراعٍ لبقية أوجه حياتك لتتبين أنك قد أحبطت الكثيرين ممن يهتمون لأمرك، فيزيدك الشعور بالسوء إرهاقا على ما أنت فيه.
الجد مجهد.

إذا كانت المشاعر التي تسللت إليك بسبب الكلام السابق سلبية فأنا أشعر بك لكنني لن أعتذر إليك ، دوري هو أن أوضح لك الحقيقة لا أن أخدعك فتشعر بشعور طيب دون أن تستفيد، والخيار متروك لك:

– هناك طريق يبدأ بأن تقرأ على صفحات المشاهير وعلى صفحات أصدقائك “ما زرع في قلبك شيئا إلا ليمنحك إياه” وتظل في مكانك غير منتبه لأهمية الوقت وغير عارف بالاتجاه الذي ينبغي عليك النظر إليه وغير مدرك لإمكانياتك المعطلة، فتكون النتائج -متوسطة الأجل وطويلة الأجل- أسوأ آلاف المرات من الشعور السيء الذي ساورك منذ قليل.

– وهناك طريق يبدأ من رد فعلك بأن تقبل هذا الكلام فتشعر بالتحدي والاستعداد للرحلة، ويتحول هذا الشعور إلى سلوك بـ”إدراكك” لما هو مطلوب منك و”معرفتك” بما ستلقاه في الطريق و”وعيك” بإمكانياتك ومزاياك وعيوبك و”اكتشافك” للفرص التي يمكن أن تحصل عليها، فتكون النتيجة أن تقول يوما ما “رحمه الله، لا زلت أذكر مقولته التي وجدتها صادقة: السعي ممل، والجد مجهد، والاجتهاد مُبكٍ، بهذا فقط تحصل على قيمتك وتهيئ لنفسك فرصة تحقيق أحلامك”.

❤️

نقدم في "خضر وبزنس" استشارات في:

- تقييم الشركات

- تقسيم الحصص وحل مشاكل الشراكات

- تجهيز الشركات للاستثمار

- اختبار السوق في الأفكار الجديدة

- إنشاء المشاريع وتأسيس الشركات

- الإدارة المالية والتمويلية

- المشاكل والحلول الإدارية

- تجهيز الشركات للفرنشايز (الامتياز التجاري)

د. محمد حسام خضر خبير الإدارة والاستثمار ومؤلف كتاب "رائد الأعمال Inside Out"، أسس العديد من الشركات في مجالات مختلفة، وأسهم في إنشاء الكثير منها، ويقدم الاستشارات للشركات التقليدية والريادية.

للاستشارات تواصل معنا على واتس اب: +201006680032.

FacebookTwitterLinkedInYouTubeWhatsApp